الاثنين، 5 يوليو 2010

Toy Story .. و جنون الطفولة ..


كنتُ أعيش دور البطولة في كل فيلم أشاهده من إنتاج "ديزني" ..
إلى الآن أذكر طريقة تفكيري الطفولي و كيف أني كنتُ أخلق عوالمي الخاصة بمساعدة أفلام الكارتون.. كم أحب طفولتي !

كنت في بعض الأحيان أتشارك أفكاري و طبيعة عوالمي الخيالية مع بعض الأطفال في الروضة.. فألحظ التشويق لسماع نهاية الحكاية في أعينهم.. كانت تعبيرات وجوههم مضحكة و تعبيراتي أكثر فكاهة عندما "أشد حيلي" في سرد أحداث اختلقتها لتوي ..
أما بالنسبة لمغامراتي .. فكانت عادة تبدأ في أوقات الليل قبل الخلود إلى النوم .. و بعد انتظار أمي للخروج من غرفتي .. حينها فقط يبدأ خيالي بالنمو شيئا فشيئا فأدخل في دنيا أشبه بدنيا العجائب الخاص بـ "أليس" .. ولكنها دنياي أنا في ذاك الوقت .. ملكي وحدي ..

كلما تذكرت تلك الأوقات ابتسمت فضحكت .. والجميل في الموضوع أن لا أحد .. قطعا لا أحد يعرف بماذا كنت أفعل .. أتخيل .. او مع من كنت أتكلم !! .. هو ذاك .. " الجنون الطفولي " ..!

نرجع إلى أفلام ديزني و نبدأ بالبيضاء ذات الشعر الأسود .. " Snow White " .. تلك الفتاة التي لطالما كنت أقارنها مع الجميلات اللواتي أراهن في حياتي و أتسائل لِمَ هي فقط أجمل من في الكون ؟! و هل يا ترى أنها إن قُتِلت فعلا ستتحول تلك القبيحه إلى ملكة جمال العالم ؟! كانت تُرعبني تلك الشريرة حينما تتحول لعجوز شمطاء تقوم بتوزيع التفاح الأحمر ..!
و كنت أحب بيضاء الثلج تلك و أحب تعاملها مع أقزامها .. و أحب ذاك القزم الذي لا يبتسم والذي يغضب لأتفه الأسباب ..
هو طيب ذو قلب رؤوف ... لكنه لم يعرف كيف يسيّر حياته بالطريق الصحيح ..


"Aladdin" .. كان بمثابة "فيلم الرعب" بالنسبة لي !
كان يخيفني بل يرعبني وحش الكهف الذي يدخله علاء الدين للحصول على المصباح السحري .. كان على شكل نمر ضخم .. و يتكلم !!
مازلت أذكر يداي الصغيرتان و كيف أنهما تحاولان تخبئة عينَيْ لكي لا أنظر لذاك المشهد المخيف .. و كيف أن عيناي تخالف أمري و تصر على استراق النظر من بين فتحات أصابعي ..!
و Jaffar الشرير .. الشخصية التي أبغضها حقا و أخاف منها أيضا .. إلى درجة أنني بكيت عندما رأيت ذاك الرجل الذي يلبس بزة شخصيته في Disney Land بفرنسا و رأيت أختاي و هما تذهبان له لتسلمان عليه و تأخذان توقيعه .. بينما كنت أنا أتشبث بملابس أمي بقوة إلى أن ذهب و ابتعد عن ناظري .. و عاد أختاي بسلام !


"The little Mermaid" .. أحبها أحبها .. و مازلت أحب تلك الشخصية الخرافية .. أحببت كل الشخصيات الموجوده في ذاك الفيلم .. أعيده و أراه ألف مرة ولا أمل منه أبدا .. ! كان يعجبني شعرها الأحمر و كنت أتساءل هل هنالك فتاة بشعر أحمر جميل كهذا في الحقيقة ؟! ..
أذهب للبحر و أتخيل عالم الحوريات بداخله ..
أذهب لأسبح في حمامات السباحة .. فأناظر قدمَيْ .. و أتخيل أنهما عبارة عن ذيل حورية جميل وردي اللون ..!
مازلت أعشق عالم المياه ذاك .. و مازلت أغوص في أحواض السباحة و أحبس أنفاسي لدقائق و أعيش مع نفسي تحت الماء مع تلك الدقائق !! أتمنى لو أن باستطاعتنا فعلا التنفس تحت الماء و من دون معدات الغوص المزعجة تلك !..


"Toy Story " .. و هو سبب كتابتي لهذا الموضوع ..
لم أكن طفلة صغيرة جدا عند أول عرض لهذا الفيلم .. لكنني كنت صغيرة السن و مازلت ألعب بالدمى ..
كنت أغلق المصابيح .. أخرج من غرفتي .. أسحب الباب إلى المنتصف .. أُخفي نفسي وراء النصف المغلق من مستطيل المدخل .. و أسترق النظر إلى ألعابي ..
أنتظر و أنتظر على أمل أن تدب الحياة فيهم فجأة ليقوموا و يتحدثوا لبعضهم .. لكن كل محاولاتي لإيقاظهم من سباتهم البلاستيكي باءت بالفشل ..
و مع ذلك كنت حين اللعب بهم أحدثهم و كأنهم يسمعونني و يفهمون قولي .. كان تأثير ذاك الفيلم قوي فعلا فزاد من جنوني الطفولي .. !

بالأمس حضرت عرض الجزء الثالث له و كنتُ أستذكر كل تلك الأحداث التي سردتها و أكثر في قاعة السينما و أنا أشاهد الفيلم ..
كان ممتعا .. مشوقا .. حزينا ربما و بنهاية سعيدة ..
أنهاه كاتب الفيلم بطريقة جميلة فأمتعنا بذلك و أسعدنا ..

***
*
عدتُ للمنزل فمررت على ألعابي القديمة .. ابتسمت لها .. فأحسست بروح الطفولة الباقية بداخلي .. لها عطرها .. بريقها .. تصرفاتها و جنونها .. ما أجمل تلك المرحلة و ما أجمل براءتها ..
ابتسمت لها و كأنها تراني حقا .. ابتسمت لها فتركتها مع كل تلك الذكريات الجميلة و عدت بذلك إلى انشغالي بما أنشغل به في واقع الحياة الحقيقي ...

هناك تعليقان (2):

لولا الأمل يقول...

عاد انا ما شفت الجزء الاول ولا الثاني .. بس شفت لقطات منهم .. !!

وحدي ودي ادش الجزء الثالث لأني ادري انه مو بس حق يهال .. هو كوميدي :D

ما اذكر اني تعلقت بواحد من الرسوم اللي ذكرتيهم

بس اذكر كنت احب .. لحن الحياة .. صاحب الظل الطويل .. كابتن ماجد .. توم وجيري :P

وحديثا تيمون وبومبا :P

كل كركتر يربطنا بذكريات معينه وايام حلوة : )

LavenDer يقول...

الجزء الثالث صج حلو و انصحك فيه ..
عموما افلام ديزني كلها تونس و تجذب الكبير قبل الصغير ..

اما الي ذكرتهم و ضيف عليهم ميمي الصغيره .. رغيف العجيب .. سالي .. ريمي .. سيده ملعقة .. و غيرهم كثير .. فلي تاريخ طويل معاهم و ان تكلمت عنه مابخلص :p


صحيح،ذكرياتهم حلوه والحديث عنهم اجمل .. =)

شكرا لك اخي .. أسعدني مرورك =)