الأربعاء، 31 أغسطس 2011

معايـدة الأرواح ..



ما الذي يمكنني فعله في يوم مثل هذا ليُصبح مميّزاً.. مختلفاً.. فريداً كما اسمه ؟ ..
ماهو الذي يُميّز أيام حياتنا المختلفة..؟ أهي الأسماء فعلاً .. ؟ أم مجرّد ادّعاء التميز ..؟!

لا أرى في كل ذلك ما يحويني و يُرضيني حقّاً .. فقررت بذلك أن أبدأ من حيث النهاية الظاهريّة .. و أن أجلس في عمق نفسي لعلّي أتعلم من الغرقى أساسيّات الطفو ..!
عايدتُ روحي قبل أن أعايد الذين مازالوا يمتلكون صك العبور لبوابة البشريّة ..

و بذلك بدأت مسيرتي إلى المقبرة ..!

هناك فقط .. يستطيع الصفاء أن يخترقني من حيث لا أدري .. ترتفع مقدرة فكري ليُنجز ما يُنجزه في أيّام و شهور، فيختزلها كلها في ساعة واحدة ..!
هناك فقط .. و بين تدافع الذكريات واستقام الذكرى .. تُشَل الأهواء بأنواعها فتسكن روحي في وعاء الوطن لتزداد اشتياقا ..

فأجيبيني أيتها الروح .. أ للمعايدة نكهة أجمل من تلك التي تُقدّمكِ خطوة بقدميْن ضخمتيْن للأمام .؟!
تكلّمي .. فها هي ابتسامة الشوق تبزُغ من أعماقكِ المملوءة بدموع الحب الشجيّ .. !

***~

هأنذا جئتكِ جدّتي لأُبارك لكِ العيد .. و كما عايدتُكِ طفلةٌ تمسحين على رأسي و تُغنّين لنا فرحةً بالعيد .. فرحةً بتجمّعنا حولكِ .. فرحةً ببراءتِنا .. تُحذّرينا من كسْر أي شيء في المنزل عندما تُلاحظين أنه قد جاء وقت شغبنا بالكرة .. و مع كل تلك التحذيرات .. كسرْنا .. و ضحكتِ .. !
و كما عايدتكِ صغيرةٌ تدعين لي و تحادثيني .. فكم كان صوتكِ جميلا و انتِ بيننا يا جدّة ..!
و كما عايدتُكِ يافعةٌ و أنتِ على فراش المرض .. تستمعين لنا .. تنظرين إلينا .. فترتسم تلك الابتسامة الحانية بين وجنتيكِ، ولكنها تبقى بلا جواب ..!

هأنذا جئتُكِ جدّتي أعايدكِ و أنتِ في أكمل مراحلكِ و أسماها في دنيا الأجساد ..
و هاهي روحي تستشعر نسمات فرحكِ إلينا .. فرحمكِ الله و رزقكِ جنّة الفردوس .. و رزقنا تعالى رؤيتكِ فيها .. امين

***~

ثامر الباذر .. إنسانن لم أعرف حقيقة شخصه .. ولا أعرف منه إلّا دعائي له قبل أن أعرف اسمه .. فكانت تلك السيارات المزعجة في صوتها تطلب منّا الابتعاد عن الطريق لكي تستطيع الوصول إلى قلبه قبل أن تُفجع به أمّه ..!

هناك قد زارته روحي .. و هنا رأيتُ روحِه فوجدتُها في حالة مشابهة لغاية بعيدة في نفسي .. لكنه قد سبقها بمراحل طوال عدة ..
رأيتُه محبّاً بمراحل العشق التي لم تتلمّسها تلك الغاية بعد .. استيقنتُ روحه وقد رُسِمت عليها ملامح الشوق السرمديّ لطُهر الأحباب ..

كان سبّاقاً في خطوات سموّه فعاد إلى بداية وطنه سريعاً ..

عدتَ و فتحت أبواب العيد مع أحبابك ..
وصلت و قد انتفى الزمن عند تكاملك يا ثامر ..

رحمك الله برحمته و هنيئا لك ولكل تلك الأرواح النقيّة ..

***~

التميّز يُخَط على لوحة إذا كانت تُمثّل بداية لمسيرة معيّنة .. بداية تغيير جذور لإنبات فروع جديدة تأتي بثمارها كاملة ..
إذا كان العيد مجرد تراكم أحداث في يوم واحد وانتهى .. فلن نستنشق رائحة التّميّز منه أبدا ..

***~

كل عام و الجميع بألف خير .. عيدكم مبارك و تقبّل الله طاعاتكم .. =)

- الفاتحة على أرواحهم و أرواح جميع المؤمنين والمؤمنات -



الخميس، 9 يونيو 2011

بعثـرة ..




بروح متناثرة و أنفاس مصفّاة ..
تنتشل تلك الأوتار كل رائحة مني مهما كان .. لونها ..
أي حرف يمكنه أن يستنزف كل ذلك ..
وأي فوضى تلك تتمكن من تصنيف الأبجدية ..
وأي وهم قام لتوّه بسرد حكاية الحقيقة المشوّهة ..

في تلك الأيام صحوتي كانت مكبلة بالاشتياق .. وإن كان اشتياقا لأشياء غير ملموسة بتاتا .. غير شرعية .. غير مهذبة ربما ..!

فلم تكن روحي بعيدة لأشتاقها .. ولم يكن فكري أسير لأتوق له .. لكنّي ارتشفت الحنين لهويتي ..

فارتكبت ذنبا .؟! .. لم يعد يهمني .. فعيناك يا صاحبي و هي تناظرني تُفقدني الكثير ..
الكثير .!

السبت، 1 يناير 2011

في نبض الأفكار ..


على دموع الحسين أغفو .. و تحت وسادتي شيء من خاصته ..
ملمسه في كل غفوة يسافر بي لمكان قريب جدا من روحي .. ولكن جسدي مازال ينتظر لين ترابه ليقترب أكثر .. فمازال يتمسك بأمل نور قلبه لهفة منه للقاء ...

يهتز هاتفي ليصلني "مسج" عرفت منه أننا دخلنا في الدقائق الأولى من السنه الجديدة ..
أرى اسم المرسل فترتسم على وجهي ابتسامة أعشق محياها على ذاكرتي .. فقد كان من هؤلاء الذين لم أعد أقرأ أسمائهم إلا في المناسبات و قليلا في غير ذالك .. عزيزون .. جدا .. ومازالوا كذلك ..
لماذا ؟ لا أدري .. ولكن صفحاتهم بالنسبة لي كصفحة الأجنة في بطون الأمهات .. فنحبهم و نحِنّ لذكرياتنا معهم ..

وبعد ماضي الذكريات أعود لمستقبل الوعود والأماني ..
فمحاولة مني لجعل انتظاري ينام قليلا للراحة .. و إن كانت لهفتي أكبر من ذلك قدراً.. و ولادتي لم تكن إلا لشهادة الانتظار في محراب الأرواح و .. السلام ..

أسمع صوت الأفراح متمثلة بألعاب نارية فأراها تخترق هدوء و صفوة غرفتي وليلي الخاص ..
"أ كُل ذالك لجديد السنة  ؟" .. أتساءل أتستحق هذه المناسبة كل ذاك الفرح والاحتفال ؟..

سنة مضت ولم يجنِ انتظاري ثماره بعد .. وسنة مضت فتهدمت أركان روحي وتفككت خصلة خصلة .. لأبدأ من جديد و أبني بأساس جديد ..
سنة ومازال "ذاك" ينتشر أمامي و تسود المادة رقي الإنسان ..
سنة و تراجع العقل البائس في ازدياد ..

كل عام والجميع بخير .. نعم .. هكذا أقول و تمنّي ظهور الخير لتبدأ مسيرة البقاء .!

فكربلاء مازالت أرض تسمى بكربلاء ..
والثأر مازال في تكوين خطوط لوحته ..
والظلم حقير .. حقير جدا ..
فذكرى سامراء تتجدد .. و هدم بيوت الإذن بالرفعة بالشجون ..
ومسيرة الأربعين باستمرارية في القلوب و على الأرجل التربا ..

فأي شجاعة هذه يا 2011  قد أتيت بها ؟
و أي تمرد على ساداتك و حزن مواليك ؟!
فلتكن أو لا تكن إن كنت مباغضا ..
و أهلا بك إن كنت مساعدا مواليا ..

:
...

و مع الرجوع لمحاولة نفض الأفكار ولتأخذ الروح مساحتها في نزعها عن بلاء الجسد والسمو لفترة مؤقتة ..
أستيقظ بفجر جديد مماثلا جدا .. ولكنه كان يرتسم بجمال بدايته لي والتعاطف مع القلب لمدة لا تمت للزمن بأية صلة .. !

فكل عام والتراب بألف خير =)


***

السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين