الجمعة، 10 ديسمبر 2010

الذوبان في الحب ..


   إن الكلام في الحب له ميزة البساطة المعقدة .. والسطحية العميقة .. و ما إلى ذلك من التناقضات المحبّبة ..
والحب صفة أو لنقل حسٌّ تتأصُله القداسة في نفسه .. بمعنى أن الحب لا يسمّى حباً حقيقيّاً إن كان خارج نطاق مقدّس في ذاته .. وما يحوم حوله التلوّث والدناءة لايمكنه أن يَعْبر من بوابة قدّيس الحب ..
وعلى ذلك فندرة وجوده ترجع إلى ندرة وجود القداسة في العالم المادي .. أو الروحي ..

ومن ناحية أخرى .. فالحضارة الإنسانية - في عُرْف الناس - لا تقوم إن عُدِم معنى الحب فيها .. فهو أصل لكل إنجاز.. و في هذا المقام تتعدد توجّهات الحب ومن الممكن أن تدخل في دهاليز مظلمة لاتمت القداسة بأي صلة .. وبذلك أبدأ مناقضة نفسي ..
ولحل ذاك الإشكال أقول .. أن هناك مراتب أقل درجة من قدسيّة الحب و يمكن لها أن تأخذ بعض مميزات الحب وبعض صفاته الكامنة .. و هذه المراتب ليس بالضرورة أن تأخذ مسمّى الحب ذاته فيمكن أن يُطلق عليها أسماء كثيره تليق بمكانتها كـ" المحبة - الأُلفة - التقبّل .. " إلخ من التعامل البشري و.. الغير بشري ..

و إن خصّصنا الحديث عن الحب فلابد أن يتّسم الحديث بشيء من القدسيّة .. لا أن تتّسم [ذات] الحديث بالقدسية .. بل يُذكر شيء من لوازم القداسة في الحديث تُكسِبه صفة مماثلة ..

وبذلك نذكر حديث رسول الله - صلّى الله عليه وآله- عن سبطه و حبيبه الحسين -عليه السلام- حيث قال : " حسين منّي و أنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا " ..
فنذكر صاحب شهر انتصار الدم على السيف .. وصاحب أرض كربلاء المقدّسة بجسده الشريف و دمائه الطاهرة .. صاحب واقعة الطف و يوم عاشور الحزين ..

إن حب مولانا الحسين - جُعِلت أرواحنا فداه - .. هو حب روحانيّ الأصل .. فطريّ الابتداء .. و بما أنه حب يتعلّق بروح تتّصل بالإمامة الربّانية "القُدسيّة" و هي روح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب -عليه السلام- فهو -حبّه- اكتمال لمعنى الحب الحقيقي والحب الخالد الوجود الذي لا فناء له ولا موت يعيق من استكمال مسيره ..

و إن كان كذلك فهذا يستلزم كل أصول و تفرّعات و متعلّقات مسمّى الحب الأصيل .. ابتداءً من الذوبان الروحي اللاإرادي إلى أن يصل للخدمة والطاعة والتماثل المنهجي و ينتهي لأبسط الأمور و المتمثّلة بـ" الفرحة لفرحهم، والحزن لحزنهم" .. و هو ما أستطيع أن أقول عنه بأنه أبسط التعبيرات لإظهار ذاك الحب القلبي النفسي ..
و اقتران ذاك الحب بالنفس والروح اقتران بديهي .. فبما أنني ذكرت أنه خالد الوجود فلا يمكن أن يقترن بشيء فان فقط .. والقلب على كل حال قد يموت في أية لحظة .. وأما النفس فتذوق الموت فقط ولاتموت هي بذاتها ..

وصريع العبرة الساكبة بذل ما بذل في أرض كربلاء وقد كان بذلاً لله رب العالمين ولاشك في ذلك فاستشهاد الإمام الحسين استشهاداً لرب العالمين فهو "قتيل الله وابن قتيله .. و ثار الله وابن ثاره" .. وبالمقابل هذا البذل يعود علينا -نحن عبيد الله - بكل البركات والصلاحيّات التي تخدمنا والتي لولاها لما استطعنا المضي في درب التكامل الذي خُلِقنا من أجله ..

فثورة الحسين -عليه السلام- هي بداية كل ثورة .. وبداية استكمال لأصول الدين المحمّدي ..
ولولا الحسين لما كنّا نحن نحن .. ولا الأمة الأمة .. ولا الإسلام إسلاما !! 
نعم .. فالإمام بذل نفسه لأجلنا .. لنستكمل ثورته و نتّخذ مسيرته و نُقيم الدين .. و نصل بذلك إلى الخير المطلق .. 
فقد قال فدته روحي .. : " ما خرجتُ أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي " 


ألا يستحق بعد كل هذا أن يكون في مرتبة التجلّي الأعظم للحب القدسيّ .. وأن تُذاب الروح في حبّه قهراً و جبرا .. !!
فلا عجب لمن ترك أمن بلاده وذهب لبؤرة الخطر والقتل لزيارة مرقد الإمام -عليه السلام- .. وقد يتضرر و يخسر مايخسر من أعضاء بدنه ولا يتضجر أو يتحسر أبدا .. بل تستأنس روحه لذلك ! .. 
ولا عجب لمن بكى و نَحِب و صرخ باسمه الشريف في كل لحظة ذَكَر بها مصاب أبي عبدالله أو ذُكّر به ..
ولا عجب في ذاك كله فحب الحسين كائن في كل فطرة سليمة لا تشوبها شائبة .. 

وكما نعلم أن حب الله تعالى هو أقدس حب عرفَته و يمكن أن تعرفه الإنسانية .. و حب الإنسان لموجده وخالقه و منعمه حب فطري ولا كلام في ذلك ..
و هذا الحب لله تعالى "الفطريّ" يقتضي حب الحسين -عليه السلام- الذي يُعد من تفرّعات و تعلّقات حب الله العظيمة .. و حب الحسين يقتضي بدوره حب الباري عز وجل لنا .. " أحبّ الله من أحبّ حسينا " .. 

فكيف لنا أن نحب الله ولا نحب كل شيء متعلّق به و كل من تجلّى بهذا الحب الإلهي القدسي ؟؟
وكيف لنا أن نحب الله ولا نحب أن نكون محبوبين من قِبله ؟!

***

"مطلب آخر" ..

فشوقي إليك متّصل ..
يا من وعدت بأخذ الثار الإلهي ..
ويا من له خُلِق انتظاري ..
أسألكَ باسم الإله الذي تعبد و تُحِب أن تعجّل في الظهور ..
فقد والله ضاقت الصدور و كربلاء مازالت تنتظر في الشقاء ..
متى اللقاء ؟ ..

***

** اقتباسات من كلام الشيخ مرتضى البالدي -حفظه الله-
وله مني كل الشكر والامتنان والاحترام لشخصه الكريم ..
 السلام عليك و على الأرواحِ التي حلّت بفناءك وأناخت برحلك
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

للتنقية ..

كانت هناك نية للتعبير عن فرحة قد عَبَرت لتوها قلوب أهل أرض الكويت الحبيبة .. بطريقة ما .. بكتابة ما .. بأسلوب ما ..
فرحة الأزرق .. اللون والموج .. هايدوو و الجمل .. الصيحات .. الكأس .. البطولة .. الكويت .. الوطن ..

لكنني أعتذر من عدم رسم ذاك التعبير على وريقات الواقع في هذا الوقت ..
فإنني أقف على عتبات رفع حداد و سمو حزن ..
أقف وأمامي صاحب العصر والزمان لتقديم تعزية مثكلة بالآلام والدموع .. و من ورائي ملائكة تهيئ أنفسها لتقيم المآتم ..

فذكرى طف لم تُعَد أبدا ذكرى في قلوبنا ..
وشهر الحسين الذي بدأ من دون أن ينتهي في زمن ما ..

أعتذر فهناك من طوّق قلبي باسمه .. و خُلِق مدمعي لرواية مصيبته ..
فأي مصيبة تلك .. و أي شجون علقت بها روحي .. ؟!

أعن اليدين أتكلم أو الخنصر ؟.. أم النساء أو الأطفال .. أم العطش أو الفرات .. أم الخيام والاحتراق .. ام السبي والضرب .. أم حوافر الخيل والجسد .. أم الرأس والقرآن .. فانتهاك لحرمة رسول الله -صلى الله عليه و آله - .. وانتهاك لحرمة الدين .. !!

فأي آآه قد تكفي لتلملم كل ذاك الجلل .. ؟
و أي لطم قد يفي بوعد الحزن المستمر ..؟!
و أي قرح للجفون .. و أي اذلال للعزيز .. في أرض قد سميّت بأرض كرب و بلاء ..

مولاي .. قد أبكت رزيّتك مخلوقات الأرض والسماء ..
فلِمَ لا أنحب أنا ؟؟ و لم لا يصطبغ لوني بلون سواد الشجن ؟؟ و لم لا ينسدل ستار مجاز السكون ؟؟
فليس هنالك اكتمال لفرحة .. ولا حيز لخلق سرور حتى على الشغاف .. !
نعم .. فـ"إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين .. لا تبرد أبدا .. "

* * *

حب آل البيت عليهم السلام ديننا و عقيدتنا التي نسير عليها في حياتنا و حياة أرواحنا .. و إن كانت الحقيقة كذلك .. فالحب لم يكن أبدا بمجرد كلمات تُنطق .. ولا بأحرف تُكتب .. ولا بلعق على الألسن ..
حبهم طاعة لهم أولا .. والطاعة مسؤولية لنا .. والمسؤولية الخدمة ..
وفي هذا الشهر الحرام يجب أن تُرفَع شعاراتهم .. و تُبجّل شعائر الرب .. "ومَن يُعَظّم شَعائِرَ اللهِ فإنّها منْ تَقْوى القُلوب"

فإن وفّقنا لذلك سنفعل .. وإن كُرّمنا سنرتقي لملاقاتهم ..
والسعي يبدأ بالمحاولة .. والإرادة تُصنَع بأيدينا .. و أما الاجتهاد فيمحوره مقدار الحب ..

* * *

"مطلب أخير .."

فشوقي إليك متّصل ..
يا من تطهّرتِ بدماء و بوركتِ بقتلى ..
أسألكِ باسم الإله الذي تُسبّحين أن تُسلّمي على من سكن داركِ و ألبس تُرابكِ ثياب القربان ..
و أن تتوسطي لي في الطلب إلي ..
متى اللقاء .. ؟

* * *

السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة .. و قرين المصيبة الراتبة ..
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ..

السبت، 6 نوفمبر 2010

على الأوتار ..



[دو] ..

الخروج من أغنية الحياة المعتادة والمبتكرة .. دخول إلى حقيقة الواقع ..
ولا شيء جديد ..!

(تا) ..

الطفرة .. مجرد إحساس زائد عن العادة في كل شيء ..
تغيّر طفيف في الكروموسومات و عودة إلى خَلْق جديد يهوي في الوهم الحقيقي !

[ري] ..

أنشودة التخرج ستُلقى .. ضغوط تتلاشى .. أبواب تُفتح ..
وبالتالي .. الهندسة أم .. العلوم الاجتماعية ؟!
عذرا أختي .. ما أنتِ فيه كارثة بالنسبة لي .. لن أحشر نفسي بين تلك الثنايا !

(تتّي)..

قد تصدق نظرية دارون للتطور في بعض زواياها ..
فهناك الكثير مَن هم مِن عائلة الإنسان لم يتطوروا إلى الجنس البشري بعد ..!
و يُقال أن هناك مملكة حيوانية واحدة .. فقط !

[مِي] ..

الصخب يزعج .. والضوضاء تفتعل اللامحمود ..
الكلاسيكية ربيعية الجو .. و هدوء البحر صوت لجمالية لوحة ..
و بين هذا و ذاك .. أجد التنافس على المادة !

(تا فا تي ) ..

هل الجراحة كانت كفيلة لإذهاب ذاك التعب ؟
عالج نفسك لتريح روحي !
بعض الحالات لا تُشفى إلا بالتغيير الجذري للآخر ..

[فا] ..

أحقيّة الموت تُبعد التفاهات ..
ريشة الرسم تجلب النقاء ..
مفاتيح البيانو تخلق فانتازيا ..
ومابين الأبيض والأسود هناك دائما تدرّجات .. !

( تا تتّي ) ..

اجتماع النقيضين ممكن في زمن ما .. بشرط "اختلاف الجسمين " ..
أهي فيزياء أم كيمياء ؟!

[صول] ..

باخ و MINUTTO  .. أول تعارف موسيقي حقيقي بالنسبة لي .. ولا أعرف كنههما حتى الان ..
الرصاص والفحم .. كانت و مازالت خطوطي المتمايلة للتعبير ..
الصمت والهدوء .. يزعج الكثير ويقضي على البعض ..
الكتابة و الذات .. عنجهيّة جنون ..

و بالتالي .. الإيقاعات قد تُجمع بالأنغام في مأدبة الألحان الحياتية .. وليس شرطا تكوين الشجي منها ..

***
*

إنجاز الشهر .. [لا .. سي .. دو ] ..

رسم ابتسامة و عزف ترانيم السعادة على محيى يوم عزيز في وسط قلب إنسان محب ! =)

****


حج مبرور و ذنب مغفور لكل من نوى أداء الفريضة هذه السنة  .. =)


السبت، 9 أكتوبر 2010

سجد وجهيَ اللئيم .. لوجهك يا كريم ..



لا شيء سوى إحساس برغبة عارمة في الكتابة .. وبكل بساطة سحبت دفترا كان قابع بإحدى تلك الأدراج .. قلم كان بجانب إحدى تلك الزوايا .. فبداية للكتابة ..

أحسست أنّي متخمة من كل شيء .. فشعرت أني بحاجة إلى تفريغ بسيط لأي شيء لاستيعاب الآتي ..
هنا يأتي دور الكتابة و إخراج الأحرف من عمق الروح إلى سطح مجرد أوراق ..!

* * *

قبل بضعة أسابيع احتجت لزيارة غرفة العمليّات لإجراء واحدة لمدة ثلاث ساعات متواصلة و أنا في عالم لا أدرك ماهيّته تحت تأثير "البنج" الكامل ..
أتساءل أين ذهبت روحي في تلك الساعات الثلاث.. و أظن أنني سأكتشف تلك الأيْنِيّة في يوم ما أو لنقل .. في زمن ما ..

خرجت بعد ذلك واستعدت نصف وعيي .. و أدركت حينها أنّي عاجزة لفعل بعض الأشياء لمدة لا تقل عن اسبوعين و ذلك بسبب الآثار التي خلّفَتها العملية في جسدي وما نتج عنها من آلام ..

و كان إحدى تلك الأشياء .. فعل "السجود" ..
نعم، فكانت صلاتي من جلوس وكان رأسي ينحني قليلا ليتم الركوع .. ثم ينحني قليلا أكثر ليتم السجود .. هكذا وبكل بساطة لم أستطع أن أضع جبهتي على التراب للباري -عز وجل- .. فانحرمت من شعور و أداء كان بمثابة استمرارا للتكامل بالنسبة لأي إنسان يحوي بداخله فطرة سليمة .. قلب سليم ..

فما خُلِقنا كبشر وما كُرّمنا إلا من أجل ذاك التكامل .. وما خَلْق الاختيار فينا إلا لبلوغ محاولة الكمال .. وبذلك فالخضوع والعبادة تعتبران المدخل الثاني لسمو الروح الإنسانية بعد المعرفة الحقة طبعا .. فليس أي نوع من الخضوع يمكن له أن يرسم فينا لوحة الرفعة ..

فأعجب من هرطقة تُتْلى في ميادين كثيرة .. وفي وسط تلك العلوم الجليلة ..!
أيُعْقل أن يتخلّى من هو ذو عقل من الإكرام والسمو والتميّز و يحشر نفسه بدلا من ذلك في بقعة وحل قذرة ..؟!

مُيّز الإنسان بالاختيار .. فالاجبار على التكامل لا يفيد معنى الكمال أبدا حتى وإن بلغ أقصاه .. ولكن أن نختار غير خيار التكامل .. فهذا و فقط هذا ما أستطيع اعتباره تحت بند الغباء البشري الذي وصفه اينشتاين بأنه والكون بلا حدود أو لا نهاية لهما ..!

* * *

اشتقت في الأيام الماضية لتلك السجدة التي تسمو بها روحي في رفعة و عزة .. بينما بدني ملقا على التراب في خضوع تام ..

ما أجمله من تناقض لفظي .. وما أروعه من انسجام حسي ..!

* * *


شكرا لله العظيم و الحمد لله رب العالمين ..

الاثنين، 26 يوليو 2010

Era - After Thousand Words

على رغم اختلاف المعتقدات .. الأفكار .. والشيع ..

على رغم كل اختلاف يغدو واضحا أو مبهما ..

هناك دائما ما يجمع بين أرواحنا و بأحاسيس مصفاة صادقة ..

:

دعوا أرواحكم تسمع قبل الآذان .. لعل السلام يفرض سيطرته على النفوس في زمن ما ..

=)

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

كأس العالم .. و حكاية أسبانية ..



إن كنت أريد أن أتكلم عما يسمونه بمتعة رياضية.. متعة كروية .. متعة جنونية .. فانني حتما سأشير إلى ذاك المستطيل الأخضر .. والجسم المكور .. و بالطبع فنانيهما ..!


بدأ جنون كرة القدم ببداية مونديال كأس العالم لهذه السنة .. فبدأت حماسة عشّاقها .. صراخ مشجعي أبطالها .. دموع أحزانها و بالتالي دموع أفراحها ..


شهدنا في مونديال 2010 الكثير من المفاجآت.. أسقطت الكثير من التوقعات واستبدلتها بوقائع مخالفة تماما ..


فخروج أبطال العالم السابقين من الدور الأول كانت صدمة لعشّاق ايطاليا الرومانسية .. و ربما آثرت الديكة الفرنسية اللحاق بها كما لحقتها إلى النهائي في الموسم السابق ..



أما انجلترا فرأيناها تُسحَق من قِبل المنتخب الشاب "المانشافت الألماني" .. و ذلك بـ4 أهداف مذلة في حق انجلترا .. وسام شرف على صدر ألمانيا ..


و بما أننا ذكرنا المانيا .. فنذكر تكرارها للسيناريو الذي لعبته مع انجلترا .. تكرارها له مع "التانغو الارجنتيني" .. بـ4 أهداف نظيفة .. فخروج مبكر لها .. فلحاق بـ"السامبا البرازيلي" ..


خسارة البرازيل من بلد الزهور "هولندا" .. كان أمرا غريبا من جهة .. جميلا -بالنسبة لي- من جهة أخرى .. فقد كانت البرازيل من أكبر المرشحين لبلوغ النهائي ولكن ماالذي حدث ؟ انها فقط جنون كرة القدم لا غير ..!



هكذا وبكل بساطة خرجوا كبار رسّامي كأس العالم .. فاستبدلوا ألوان لوحاتهم بقلم واحد .. لون واحد .. وتركوا باقي الألوان لمن يستحق فعلا أن يرسم لوحة كأس العالم بأبطال العالم ..



أسبانيا .. تلك الدولة التي لطالما أحببت تاريخها بكل تفاصيله و حروبه و كل مايتعلق به .. لماذا ؟ لا أدري حقيقة .. ولكنها مجرد متعة جميلة تجتاحني حين قراءة أو مشاهدة شيء يخصها و يخص تاريخها ..



أسبانيا .. المنتخب الذي جعلني أتحبط .. أتشجع .. أفرح .. اصرخ.. اقفز .. ابكي .. وأبتسم !


بدايتها في هذا المونديال الأقل من متواضعة مع سويسرا خلقت في قلبي "احباط" .. فـ"تشجيع" .. فلطالما رددت باعتباط أن (الكبير يبدأ صغيرا عادة ).. عبارة كنت أوجهها لكل من بارك لي و هنأني بطريقة ساخرة على المنتخب الذي أشجعه دائما بعد تلك المباراة ..


و بعد فوزها على هندوراس و بعدها تشيلي .. اسبانيا جعلتني "أفرح" حقا ..


ننتقل بعد ذلك إلى رحلتها مع البرتغال .. حيث أن هدف "فيا" في الدقيقة الـ63 من عمر المباراة جعل صوتي طنانا لأعلى الدرجات .. أذكر تماما كيف كان شعوري حينها و أنني أجزمت أن المباراة قد انتهت عند تلك اللحظة .. و بالفعل، انتهت بتلك النتيجة المتواضعة .. فلم يكن مستوى المنتخب الأسباني كما توقعناه أن يكون و لم يكن يحتوي على ذاك الأداء الذي تُقنا إلى مشاهدته .. ولكنني سُرِرت بانتكاسة المتغطرس "كريستيانو رونالدو" و سررت بمشاهدته يمشي و هو مخيب الآمال .. =)


فوز أسبانيا على الباراجواي كان جميلا على الرغم من الأخطاء التحكيمية التي كانت تسود المباراة و لا أريد الخوض في حديث الحكّام في هذا المونديال .. فلنترك ذلك جانبا ..
بعد ضربتين جزاء ضائعتين لكلا المنتخبين .. أو لنقل أنهما كانا ثلاث ضربات جزاء منهم واحدة ملغية ..
على كل .. بعد كل ذلك تمكنت أسبانيا أخيرا من التغلب على أزمتها المسماة بـ"الربع النهائي" ..
نعم،فبذلك أسبانيا إلى "النصف النهائي" لمواجهة المانشافت ..!

حيث أمتعنا الماتادور بتلك المباراة .. حتما كانت أفضل مباراة يلعبونها في هذا المونديال بأفضل أداء .. على الرغم من كل تلك المخاوف والكوابيس التي سببتها الماكينة الألمانية بعد سحقها للانجليز و الارجنتين .. ولكن هناك من كان يقول (أنه) لن يقدر على المانشافت إلا الماتادور .. و قد صدُق قوله حقا .. فبعد رأسية قلب الأسد "بويول" لا أنكر أنني و بحركة لا إرادية قفزت من مكاني و ضحكت حتى اغرورقت عيناي ..!

و بالتالي نعم .. أسبانيا إلى "النهائي" لمواجهة الطاحونة الهولندية .. !


لا أدري لماذا لم يكن الحصول على كأس العالم غاية مهمة جدا بالنسبة لي .. فوصول أسبانيا للنهائي و لأول مرة في تاريخها أسعدني بالفعل .. و قد كان ذلك إنجازا جميلا .. و لكن الحصول على النجمة الأولى و مشاهدة أبطال أسبانيا و هم يرفعون ذلك الذهبي سيكون أكثر جمالا .. إبهارا .. و إسعادا ..!


كنت أتابع المباراة بهدوء إلى أن وصلنا للأشواط الإضافية ..
لم أكن أريد أن تنتهي و تُحسم النتيجة بضربات الجزاء .. و يُعاد سيناريو 2006 مع أسبانيا ..! فالفوز بضربات الجزاء باعتقادي ليس فوزا مستحقا ولا عادلا حتى .. ولكن كل تلك الأفكار تمزقت بهدف "انيستا" الأعجوبي و في الشوط الإضافي الثاني !!
ضج البيت بأصوات كثيره .. حتى من هم غير مهتمين بالكرة المستديرة و من لم يشجع الماتادور في حياته أحدث صوتا خاصا عند دخول الكرة للمرمى و إحراز هدف الحلم .. والساعه حينها قد قاربت الثانية عشر !!



ابتسمت .. ابتسمت في حين كان البعض .. ( يصرخ ) ..


(يضحك ) ..


و .. (يبكي ) ..



فأصبَحَت بذلك حكاية من طراز أسباني .. اتحدت فيها ممالكها من جديد .. و انتقل مؤلف الحكاية .. مخرجها .. و منتجها إلى أرض الأندلس ليتحلى بعلم أسبانيا لأربع سنوات متتابعة ..
أما أبطالها .. فقد أمتعتمونا .. أسعدتمونا .. أبكيتمونا .. وأضحكتمونا .. فشكرا لكم ..
شكرا لكم .. فقد كنتم بالأمس أبطال أوروبا .. و صرتم اليوم .. أبطال العالم .. !

=)

الاثنين، 5 يوليو 2010

Toy Story .. و جنون الطفولة ..


كنتُ أعيش دور البطولة في كل فيلم أشاهده من إنتاج "ديزني" ..
إلى الآن أذكر طريقة تفكيري الطفولي و كيف أني كنتُ أخلق عوالمي الخاصة بمساعدة أفلام الكارتون.. كم أحب طفولتي !

كنت في بعض الأحيان أتشارك أفكاري و طبيعة عوالمي الخيالية مع بعض الأطفال في الروضة.. فألحظ التشويق لسماع نهاية الحكاية في أعينهم.. كانت تعبيرات وجوههم مضحكة و تعبيراتي أكثر فكاهة عندما "أشد حيلي" في سرد أحداث اختلقتها لتوي ..
أما بالنسبة لمغامراتي .. فكانت عادة تبدأ في أوقات الليل قبل الخلود إلى النوم .. و بعد انتظار أمي للخروج من غرفتي .. حينها فقط يبدأ خيالي بالنمو شيئا فشيئا فأدخل في دنيا أشبه بدنيا العجائب الخاص بـ "أليس" .. ولكنها دنياي أنا في ذاك الوقت .. ملكي وحدي ..

كلما تذكرت تلك الأوقات ابتسمت فضحكت .. والجميل في الموضوع أن لا أحد .. قطعا لا أحد يعرف بماذا كنت أفعل .. أتخيل .. او مع من كنت أتكلم !! .. هو ذاك .. " الجنون الطفولي " ..!

نرجع إلى أفلام ديزني و نبدأ بالبيضاء ذات الشعر الأسود .. " Snow White " .. تلك الفتاة التي لطالما كنت أقارنها مع الجميلات اللواتي أراهن في حياتي و أتسائل لِمَ هي فقط أجمل من في الكون ؟! و هل يا ترى أنها إن قُتِلت فعلا ستتحول تلك القبيحه إلى ملكة جمال العالم ؟! كانت تُرعبني تلك الشريرة حينما تتحول لعجوز شمطاء تقوم بتوزيع التفاح الأحمر ..!
و كنت أحب بيضاء الثلج تلك و أحب تعاملها مع أقزامها .. و أحب ذاك القزم الذي لا يبتسم والذي يغضب لأتفه الأسباب ..
هو طيب ذو قلب رؤوف ... لكنه لم يعرف كيف يسيّر حياته بالطريق الصحيح ..


"Aladdin" .. كان بمثابة "فيلم الرعب" بالنسبة لي !
كان يخيفني بل يرعبني وحش الكهف الذي يدخله علاء الدين للحصول على المصباح السحري .. كان على شكل نمر ضخم .. و يتكلم !!
مازلت أذكر يداي الصغيرتان و كيف أنهما تحاولان تخبئة عينَيْ لكي لا أنظر لذاك المشهد المخيف .. و كيف أن عيناي تخالف أمري و تصر على استراق النظر من بين فتحات أصابعي ..!
و Jaffar الشرير .. الشخصية التي أبغضها حقا و أخاف منها أيضا .. إلى درجة أنني بكيت عندما رأيت ذاك الرجل الذي يلبس بزة شخصيته في Disney Land بفرنسا و رأيت أختاي و هما تذهبان له لتسلمان عليه و تأخذان توقيعه .. بينما كنت أنا أتشبث بملابس أمي بقوة إلى أن ذهب و ابتعد عن ناظري .. و عاد أختاي بسلام !


"The little Mermaid" .. أحبها أحبها .. و مازلت أحب تلك الشخصية الخرافية .. أحببت كل الشخصيات الموجوده في ذاك الفيلم .. أعيده و أراه ألف مرة ولا أمل منه أبدا .. ! كان يعجبني شعرها الأحمر و كنت أتساءل هل هنالك فتاة بشعر أحمر جميل كهذا في الحقيقة ؟! ..
أذهب للبحر و أتخيل عالم الحوريات بداخله ..
أذهب لأسبح في حمامات السباحة .. فأناظر قدمَيْ .. و أتخيل أنهما عبارة عن ذيل حورية جميل وردي اللون ..!
مازلت أعشق عالم المياه ذاك .. و مازلت أغوص في أحواض السباحة و أحبس أنفاسي لدقائق و أعيش مع نفسي تحت الماء مع تلك الدقائق !! أتمنى لو أن باستطاعتنا فعلا التنفس تحت الماء و من دون معدات الغوص المزعجة تلك !..


"Toy Story " .. و هو سبب كتابتي لهذا الموضوع ..
لم أكن طفلة صغيرة جدا عند أول عرض لهذا الفيلم .. لكنني كنت صغيرة السن و مازلت ألعب بالدمى ..
كنت أغلق المصابيح .. أخرج من غرفتي .. أسحب الباب إلى المنتصف .. أُخفي نفسي وراء النصف المغلق من مستطيل المدخل .. و أسترق النظر إلى ألعابي ..
أنتظر و أنتظر على أمل أن تدب الحياة فيهم فجأة ليقوموا و يتحدثوا لبعضهم .. لكن كل محاولاتي لإيقاظهم من سباتهم البلاستيكي باءت بالفشل ..
و مع ذلك كنت حين اللعب بهم أحدثهم و كأنهم يسمعونني و يفهمون قولي .. كان تأثير ذاك الفيلم قوي فعلا فزاد من جنوني الطفولي .. !

بالأمس حضرت عرض الجزء الثالث له و كنتُ أستذكر كل تلك الأحداث التي سردتها و أكثر في قاعة السينما و أنا أشاهد الفيلم ..
كان ممتعا .. مشوقا .. حزينا ربما و بنهاية سعيدة ..
أنهاه كاتب الفيلم بطريقة جميلة فأمتعنا بذلك و أسعدنا ..

***
*
عدتُ للمنزل فمررت على ألعابي القديمة .. ابتسمت لها .. فأحسست بروح الطفولة الباقية بداخلي .. لها عطرها .. بريقها .. تصرفاتها و جنونها .. ما أجمل تلك المرحلة و ما أجمل براءتها ..
ابتسمت لها و كأنها تراني حقا .. ابتسمت لها فتركتها مع كل تلك الذكريات الجميلة و عدت بذلك إلى انشغالي بما أنشغل به في واقع الحياة الحقيقي ...

الاثنين، 28 يونيو 2010

مجرد تناقض ..



تمر ساعاتي بشيء من الحنينية ..
يلعق عقلي جسم لا أفقهه .. يتابع .. يعاند .. فيستقر في سويداء قلبي ..
لا أدري من سمح له بذلك .. لكنه فعل .. فانتهى ..
:
والآن ماذا .. ؟
ماذا سوى وهم يتهمونه به ..
ماذا سوى أضحوكة تَلوث على ميادينها ..
.. سوى تناقض عقلاني فتوهان نفس
:
حذرتها قبل هذا .. مرنتها .. روضتها ..لكنها أبت ..
أبت بكبرياء أن تخضع لنفسها ..
أبت أن تسمو بعيدا عن مادتها ..
أبت أن تحلق في رويضاء جنانها ..
:
فتبا لها من نفس دنيئة ..!
*
***
*
عندما يُجمع بين النقيضين .. يُخلق الوهم الباطل ..
و عندما نعيش بالباطل .. تبدأ المعاتبه ..
*
***
*
أن أعيش في تناقض مع نفسي و روحي .. فهذا مالا أرضاه .. ومالا أحبه ..!
:
:
***
.. اللهم أرنا طريق النور و لا تسلبنا الهداية .. يا رب العالمين ..

الخميس، 24 يونيو 2010

و بذلك أطلقت تنهيدة ..



أرى فيه حكمة الدهر و شيب الوقار ..
أرى فيه انحناء القوة و اتكاء الراحة ..
إنه كبير السن ذاك يمشي أمامي بخطوات ثابتة ..
"كبار السن" .. أُناس إن خلت الدنيا من عطرهم .. ضاع حنينها و فقدت رونقها ..
أراقبه لأحيي ذكرى قد رسمها لي الزمان ذات يوم في لوحة جميلة .. قبل أن يقوم بتمزيق أوراقها ..!
أراه يسير باتجاه "عامل" ترتسم على وجهه علامات الأيتام الصغار ..
و أراني في ترقب !
و ما إن اقترب منه حتى .. " هييي إنت يا ... ! "
حتى انهدم بناء قد بنيته لتوي بفكري و آمالي !
حتى ضاع صرح الحكمة بين شيب و عقل فارغ !
حتى .....
أطلقت بذلك تنهيدة عميقة ..
و مضيت في طريقي ..!


***
*
*
إنه في يوم الجمعة .. و إنني في ذاك المسجد ..
أستمع لخطبة يُلقيها إمام هذا المكان ..
بينما أتأمل وجهه عن طريق الشاشة المعروضة في مجلس النساء ..
وجه يكسو ملامحه نور .. فتؤكد لك إنه "سيماهم في وجوههم " ..
فأغوص حينها في تفكير عميق أجده روحاني بطبعه .. وأنظر لنفسي لأجدها تسمو لمكان لا يفقه معنى الأجساد ..
كم أستمتع بهذا الشعور !!
و كم أمقتهم !!
مجموعة جالسة بجانبي .. لم تكف عن التسامر والتهامس و ربما الضحك الخفيف !
أرمقهم بنظرة خافتة فأجد اهتماما بالشكل زائد ..!
فتجول بخاطري عدة تساؤلات لا أعي أجوبتها ..!
و حتى انتهاء الخطبة و أداء الصلاة ..
أكتشف أنهن لم يأتين هنا إلا للبحث عمن توفر لهن .. خاتم للخطبة والزواج !!
اكتفيت بإطلاق تنهيدة بيني و بين نفسي ..
وعدت للتفكير بنور وجه الإمام ..!


***
*
*

أتصفح الجريدة و أقرأ بعض مقالات كُتّابِها ..
فأطّلع على ما يحدث في الوطن الحبيب أولا .. والعالم من حولي ثانيا ..
و بينما أنا كذلك .. أجد الكثير من الوعود تُذكر ..
و كثير من التشجيع الباطل في العديد من الميادين ..
فأذكر قضية لطالما ماكان يُحزنني ذكرها ..
قضية تمس كثيرا من أبناء تُرابي ..
قضية تعرّيهم من معاني الإنسانية غصبا ..!
و تسلب أبسط حقوقهم نهبا ..!
لم أجد روح وطنية كأرواحهم .. ولا نفس فدائية كنفوسهم ..
ومع ذلك انتُزع انتمائهم ظلما ..
هي قضية "ورقة" .. مكتوب عليها اسم ووطن !!
مجرد ورقة .. ليستحقوا بذلك عيشة "النصف وطن" ..
وبذلك أيضا أطلقت تنهيدة ..!


***
*
*


أقوم من نومي بشعور مشوب بذعر و قلب يرتجف ..
تبا له من كابوس فقد عكّر مزاج صفوتي !!
أبحث عن شربة ماء لأبلل بها ريقي الجاف .. فلا أجد شيئا بجانبي ..
وبذلك أيقنت أنه يجب علي أن أمشي تلك المسافة لأصل إلى المطبخ و أحصل على مرادي من شربة ماء ..
فلم يسعني إلا أن أطلق تنهيدة أخرى ..
و أرضى بواقعي .. !


***
*
*

.. اللهم لا تخرجنا من هذه الدنيا حتى ترض عنا ..