الاثنين، 28 يونيو 2010

مجرد تناقض ..



تمر ساعاتي بشيء من الحنينية ..
يلعق عقلي جسم لا أفقهه .. يتابع .. يعاند .. فيستقر في سويداء قلبي ..
لا أدري من سمح له بذلك .. لكنه فعل .. فانتهى ..
:
والآن ماذا .. ؟
ماذا سوى وهم يتهمونه به ..
ماذا سوى أضحوكة تَلوث على ميادينها ..
.. سوى تناقض عقلاني فتوهان نفس
:
حذرتها قبل هذا .. مرنتها .. روضتها ..لكنها أبت ..
أبت بكبرياء أن تخضع لنفسها ..
أبت أن تسمو بعيدا عن مادتها ..
أبت أن تحلق في رويضاء جنانها ..
:
فتبا لها من نفس دنيئة ..!
*
***
*
عندما يُجمع بين النقيضين .. يُخلق الوهم الباطل ..
و عندما نعيش بالباطل .. تبدأ المعاتبه ..
*
***
*
أن أعيش في تناقض مع نفسي و روحي .. فهذا مالا أرضاه .. ومالا أحبه ..!
:
:
***
.. اللهم أرنا طريق النور و لا تسلبنا الهداية .. يا رب العالمين ..

الخميس، 24 يونيو 2010

و بذلك أطلقت تنهيدة ..



أرى فيه حكمة الدهر و شيب الوقار ..
أرى فيه انحناء القوة و اتكاء الراحة ..
إنه كبير السن ذاك يمشي أمامي بخطوات ثابتة ..
"كبار السن" .. أُناس إن خلت الدنيا من عطرهم .. ضاع حنينها و فقدت رونقها ..
أراقبه لأحيي ذكرى قد رسمها لي الزمان ذات يوم في لوحة جميلة .. قبل أن يقوم بتمزيق أوراقها ..!
أراه يسير باتجاه "عامل" ترتسم على وجهه علامات الأيتام الصغار ..
و أراني في ترقب !
و ما إن اقترب منه حتى .. " هييي إنت يا ... ! "
حتى انهدم بناء قد بنيته لتوي بفكري و آمالي !
حتى ضاع صرح الحكمة بين شيب و عقل فارغ !
حتى .....
أطلقت بذلك تنهيدة عميقة ..
و مضيت في طريقي ..!


***
*
*
إنه في يوم الجمعة .. و إنني في ذاك المسجد ..
أستمع لخطبة يُلقيها إمام هذا المكان ..
بينما أتأمل وجهه عن طريق الشاشة المعروضة في مجلس النساء ..
وجه يكسو ملامحه نور .. فتؤكد لك إنه "سيماهم في وجوههم " ..
فأغوص حينها في تفكير عميق أجده روحاني بطبعه .. وأنظر لنفسي لأجدها تسمو لمكان لا يفقه معنى الأجساد ..
كم أستمتع بهذا الشعور !!
و كم أمقتهم !!
مجموعة جالسة بجانبي .. لم تكف عن التسامر والتهامس و ربما الضحك الخفيف !
أرمقهم بنظرة خافتة فأجد اهتماما بالشكل زائد ..!
فتجول بخاطري عدة تساؤلات لا أعي أجوبتها ..!
و حتى انتهاء الخطبة و أداء الصلاة ..
أكتشف أنهن لم يأتين هنا إلا للبحث عمن توفر لهن .. خاتم للخطبة والزواج !!
اكتفيت بإطلاق تنهيدة بيني و بين نفسي ..
وعدت للتفكير بنور وجه الإمام ..!


***
*
*

أتصفح الجريدة و أقرأ بعض مقالات كُتّابِها ..
فأطّلع على ما يحدث في الوطن الحبيب أولا .. والعالم من حولي ثانيا ..
و بينما أنا كذلك .. أجد الكثير من الوعود تُذكر ..
و كثير من التشجيع الباطل في العديد من الميادين ..
فأذكر قضية لطالما ماكان يُحزنني ذكرها ..
قضية تمس كثيرا من أبناء تُرابي ..
قضية تعرّيهم من معاني الإنسانية غصبا ..!
و تسلب أبسط حقوقهم نهبا ..!
لم أجد روح وطنية كأرواحهم .. ولا نفس فدائية كنفوسهم ..
ومع ذلك انتُزع انتمائهم ظلما ..
هي قضية "ورقة" .. مكتوب عليها اسم ووطن !!
مجرد ورقة .. ليستحقوا بذلك عيشة "النصف وطن" ..
وبذلك أيضا أطلقت تنهيدة ..!


***
*
*


أقوم من نومي بشعور مشوب بذعر و قلب يرتجف ..
تبا له من كابوس فقد عكّر مزاج صفوتي !!
أبحث عن شربة ماء لأبلل بها ريقي الجاف .. فلا أجد شيئا بجانبي ..
وبذلك أيقنت أنه يجب علي أن أمشي تلك المسافة لأصل إلى المطبخ و أحصل على مرادي من شربة ماء ..
فلم يسعني إلا أن أطلق تنهيدة أخرى ..
و أرضى بواقعي .. !


***
*
*

.. اللهم لا تخرجنا من هذه الدنيا حتى ترض عنا ..