الاثنين، 6 ديسمبر 2010

للتنقية ..

كانت هناك نية للتعبير عن فرحة قد عَبَرت لتوها قلوب أهل أرض الكويت الحبيبة .. بطريقة ما .. بكتابة ما .. بأسلوب ما ..
فرحة الأزرق .. اللون والموج .. هايدوو و الجمل .. الصيحات .. الكأس .. البطولة .. الكويت .. الوطن ..

لكنني أعتذر من عدم رسم ذاك التعبير على وريقات الواقع في هذا الوقت ..
فإنني أقف على عتبات رفع حداد و سمو حزن ..
أقف وأمامي صاحب العصر والزمان لتقديم تعزية مثكلة بالآلام والدموع .. و من ورائي ملائكة تهيئ أنفسها لتقيم المآتم ..

فذكرى طف لم تُعَد أبدا ذكرى في قلوبنا ..
وشهر الحسين الذي بدأ من دون أن ينتهي في زمن ما ..

أعتذر فهناك من طوّق قلبي باسمه .. و خُلِق مدمعي لرواية مصيبته ..
فأي مصيبة تلك .. و أي شجون علقت بها روحي .. ؟!

أعن اليدين أتكلم أو الخنصر ؟.. أم النساء أو الأطفال .. أم العطش أو الفرات .. أم الخيام والاحتراق .. ام السبي والضرب .. أم حوافر الخيل والجسد .. أم الرأس والقرآن .. فانتهاك لحرمة رسول الله -صلى الله عليه و آله - .. وانتهاك لحرمة الدين .. !!

فأي آآه قد تكفي لتلملم كل ذاك الجلل .. ؟
و أي لطم قد يفي بوعد الحزن المستمر ..؟!
و أي قرح للجفون .. و أي اذلال للعزيز .. في أرض قد سميّت بأرض كرب و بلاء ..

مولاي .. قد أبكت رزيّتك مخلوقات الأرض والسماء ..
فلِمَ لا أنحب أنا ؟؟ و لم لا يصطبغ لوني بلون سواد الشجن ؟؟ و لم لا ينسدل ستار مجاز السكون ؟؟
فليس هنالك اكتمال لفرحة .. ولا حيز لخلق سرور حتى على الشغاف .. !
نعم .. فـ"إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين .. لا تبرد أبدا .. "

* * *

حب آل البيت عليهم السلام ديننا و عقيدتنا التي نسير عليها في حياتنا و حياة أرواحنا .. و إن كانت الحقيقة كذلك .. فالحب لم يكن أبدا بمجرد كلمات تُنطق .. ولا بأحرف تُكتب .. ولا بلعق على الألسن ..
حبهم طاعة لهم أولا .. والطاعة مسؤولية لنا .. والمسؤولية الخدمة ..
وفي هذا الشهر الحرام يجب أن تُرفَع شعاراتهم .. و تُبجّل شعائر الرب .. "ومَن يُعَظّم شَعائِرَ اللهِ فإنّها منْ تَقْوى القُلوب"

فإن وفّقنا لذلك سنفعل .. وإن كُرّمنا سنرتقي لملاقاتهم ..
والسعي يبدأ بالمحاولة .. والإرادة تُصنَع بأيدينا .. و أما الاجتهاد فيمحوره مقدار الحب ..

* * *

"مطلب أخير .."

فشوقي إليك متّصل ..
يا من تطهّرتِ بدماء و بوركتِ بقتلى ..
أسألكِ باسم الإله الذي تُسبّحين أن تُسلّمي على من سكن داركِ و ألبس تُرابكِ ثياب القربان ..
و أن تتوسطي لي في الطلب إلي ..
متى اللقاء .. ؟

* * *

السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة .. و قرين المصيبة الراتبة ..
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ..

ليست هناك تعليقات: