السبت، 9 أكتوبر 2010

سجد وجهيَ اللئيم .. لوجهك يا كريم ..



لا شيء سوى إحساس برغبة عارمة في الكتابة .. وبكل بساطة سحبت دفترا كان قابع بإحدى تلك الأدراج .. قلم كان بجانب إحدى تلك الزوايا .. فبداية للكتابة ..

أحسست أنّي متخمة من كل شيء .. فشعرت أني بحاجة إلى تفريغ بسيط لأي شيء لاستيعاب الآتي ..
هنا يأتي دور الكتابة و إخراج الأحرف من عمق الروح إلى سطح مجرد أوراق ..!

* * *

قبل بضعة أسابيع احتجت لزيارة غرفة العمليّات لإجراء واحدة لمدة ثلاث ساعات متواصلة و أنا في عالم لا أدرك ماهيّته تحت تأثير "البنج" الكامل ..
أتساءل أين ذهبت روحي في تلك الساعات الثلاث.. و أظن أنني سأكتشف تلك الأيْنِيّة في يوم ما أو لنقل .. في زمن ما ..

خرجت بعد ذلك واستعدت نصف وعيي .. و أدركت حينها أنّي عاجزة لفعل بعض الأشياء لمدة لا تقل عن اسبوعين و ذلك بسبب الآثار التي خلّفَتها العملية في جسدي وما نتج عنها من آلام ..

و كان إحدى تلك الأشياء .. فعل "السجود" ..
نعم، فكانت صلاتي من جلوس وكان رأسي ينحني قليلا ليتم الركوع .. ثم ينحني قليلا أكثر ليتم السجود .. هكذا وبكل بساطة لم أستطع أن أضع جبهتي على التراب للباري -عز وجل- .. فانحرمت من شعور و أداء كان بمثابة استمرارا للتكامل بالنسبة لأي إنسان يحوي بداخله فطرة سليمة .. قلب سليم ..

فما خُلِقنا كبشر وما كُرّمنا إلا من أجل ذاك التكامل .. وما خَلْق الاختيار فينا إلا لبلوغ محاولة الكمال .. وبذلك فالخضوع والعبادة تعتبران المدخل الثاني لسمو الروح الإنسانية بعد المعرفة الحقة طبعا .. فليس أي نوع من الخضوع يمكن له أن يرسم فينا لوحة الرفعة ..

فأعجب من هرطقة تُتْلى في ميادين كثيرة .. وفي وسط تلك العلوم الجليلة ..!
أيُعْقل أن يتخلّى من هو ذو عقل من الإكرام والسمو والتميّز و يحشر نفسه بدلا من ذلك في بقعة وحل قذرة ..؟!

مُيّز الإنسان بالاختيار .. فالاجبار على التكامل لا يفيد معنى الكمال أبدا حتى وإن بلغ أقصاه .. ولكن أن نختار غير خيار التكامل .. فهذا و فقط هذا ما أستطيع اعتباره تحت بند الغباء البشري الذي وصفه اينشتاين بأنه والكون بلا حدود أو لا نهاية لهما ..!

* * *

اشتقت في الأيام الماضية لتلك السجدة التي تسمو بها روحي في رفعة و عزة .. بينما بدني ملقا على التراب في خضوع تام ..

ما أجمله من تناقض لفظي .. وما أروعه من انسجام حسي ..!

* * *


شكرا لله العظيم و الحمد لله رب العالمين ..