الاثنين، 26 يوليو 2010

Era - After Thousand Words

على رغم اختلاف المعتقدات .. الأفكار .. والشيع ..

على رغم كل اختلاف يغدو واضحا أو مبهما ..

هناك دائما ما يجمع بين أرواحنا و بأحاسيس مصفاة صادقة ..

:

دعوا أرواحكم تسمع قبل الآذان .. لعل السلام يفرض سيطرته على النفوس في زمن ما ..

=)

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

كأس العالم .. و حكاية أسبانية ..



إن كنت أريد أن أتكلم عما يسمونه بمتعة رياضية.. متعة كروية .. متعة جنونية .. فانني حتما سأشير إلى ذاك المستطيل الأخضر .. والجسم المكور .. و بالطبع فنانيهما ..!


بدأ جنون كرة القدم ببداية مونديال كأس العالم لهذه السنة .. فبدأت حماسة عشّاقها .. صراخ مشجعي أبطالها .. دموع أحزانها و بالتالي دموع أفراحها ..


شهدنا في مونديال 2010 الكثير من المفاجآت.. أسقطت الكثير من التوقعات واستبدلتها بوقائع مخالفة تماما ..


فخروج أبطال العالم السابقين من الدور الأول كانت صدمة لعشّاق ايطاليا الرومانسية .. و ربما آثرت الديكة الفرنسية اللحاق بها كما لحقتها إلى النهائي في الموسم السابق ..



أما انجلترا فرأيناها تُسحَق من قِبل المنتخب الشاب "المانشافت الألماني" .. و ذلك بـ4 أهداف مذلة في حق انجلترا .. وسام شرف على صدر ألمانيا ..


و بما أننا ذكرنا المانيا .. فنذكر تكرارها للسيناريو الذي لعبته مع انجلترا .. تكرارها له مع "التانغو الارجنتيني" .. بـ4 أهداف نظيفة .. فخروج مبكر لها .. فلحاق بـ"السامبا البرازيلي" ..


خسارة البرازيل من بلد الزهور "هولندا" .. كان أمرا غريبا من جهة .. جميلا -بالنسبة لي- من جهة أخرى .. فقد كانت البرازيل من أكبر المرشحين لبلوغ النهائي ولكن ماالذي حدث ؟ انها فقط جنون كرة القدم لا غير ..!



هكذا وبكل بساطة خرجوا كبار رسّامي كأس العالم .. فاستبدلوا ألوان لوحاتهم بقلم واحد .. لون واحد .. وتركوا باقي الألوان لمن يستحق فعلا أن يرسم لوحة كأس العالم بأبطال العالم ..



أسبانيا .. تلك الدولة التي لطالما أحببت تاريخها بكل تفاصيله و حروبه و كل مايتعلق به .. لماذا ؟ لا أدري حقيقة .. ولكنها مجرد متعة جميلة تجتاحني حين قراءة أو مشاهدة شيء يخصها و يخص تاريخها ..



أسبانيا .. المنتخب الذي جعلني أتحبط .. أتشجع .. أفرح .. اصرخ.. اقفز .. ابكي .. وأبتسم !


بدايتها في هذا المونديال الأقل من متواضعة مع سويسرا خلقت في قلبي "احباط" .. فـ"تشجيع" .. فلطالما رددت باعتباط أن (الكبير يبدأ صغيرا عادة ).. عبارة كنت أوجهها لكل من بارك لي و هنأني بطريقة ساخرة على المنتخب الذي أشجعه دائما بعد تلك المباراة ..


و بعد فوزها على هندوراس و بعدها تشيلي .. اسبانيا جعلتني "أفرح" حقا ..


ننتقل بعد ذلك إلى رحلتها مع البرتغال .. حيث أن هدف "فيا" في الدقيقة الـ63 من عمر المباراة جعل صوتي طنانا لأعلى الدرجات .. أذكر تماما كيف كان شعوري حينها و أنني أجزمت أن المباراة قد انتهت عند تلك اللحظة .. و بالفعل، انتهت بتلك النتيجة المتواضعة .. فلم يكن مستوى المنتخب الأسباني كما توقعناه أن يكون و لم يكن يحتوي على ذاك الأداء الذي تُقنا إلى مشاهدته .. ولكنني سُرِرت بانتكاسة المتغطرس "كريستيانو رونالدو" و سررت بمشاهدته يمشي و هو مخيب الآمال .. =)


فوز أسبانيا على الباراجواي كان جميلا على الرغم من الأخطاء التحكيمية التي كانت تسود المباراة و لا أريد الخوض في حديث الحكّام في هذا المونديال .. فلنترك ذلك جانبا ..
بعد ضربتين جزاء ضائعتين لكلا المنتخبين .. أو لنقل أنهما كانا ثلاث ضربات جزاء منهم واحدة ملغية ..
على كل .. بعد كل ذلك تمكنت أسبانيا أخيرا من التغلب على أزمتها المسماة بـ"الربع النهائي" ..
نعم،فبذلك أسبانيا إلى "النصف النهائي" لمواجهة المانشافت ..!

حيث أمتعنا الماتادور بتلك المباراة .. حتما كانت أفضل مباراة يلعبونها في هذا المونديال بأفضل أداء .. على الرغم من كل تلك المخاوف والكوابيس التي سببتها الماكينة الألمانية بعد سحقها للانجليز و الارجنتين .. ولكن هناك من كان يقول (أنه) لن يقدر على المانشافت إلا الماتادور .. و قد صدُق قوله حقا .. فبعد رأسية قلب الأسد "بويول" لا أنكر أنني و بحركة لا إرادية قفزت من مكاني و ضحكت حتى اغرورقت عيناي ..!

و بالتالي نعم .. أسبانيا إلى "النهائي" لمواجهة الطاحونة الهولندية .. !


لا أدري لماذا لم يكن الحصول على كأس العالم غاية مهمة جدا بالنسبة لي .. فوصول أسبانيا للنهائي و لأول مرة في تاريخها أسعدني بالفعل .. و قد كان ذلك إنجازا جميلا .. و لكن الحصول على النجمة الأولى و مشاهدة أبطال أسبانيا و هم يرفعون ذلك الذهبي سيكون أكثر جمالا .. إبهارا .. و إسعادا ..!


كنت أتابع المباراة بهدوء إلى أن وصلنا للأشواط الإضافية ..
لم أكن أريد أن تنتهي و تُحسم النتيجة بضربات الجزاء .. و يُعاد سيناريو 2006 مع أسبانيا ..! فالفوز بضربات الجزاء باعتقادي ليس فوزا مستحقا ولا عادلا حتى .. ولكن كل تلك الأفكار تمزقت بهدف "انيستا" الأعجوبي و في الشوط الإضافي الثاني !!
ضج البيت بأصوات كثيره .. حتى من هم غير مهتمين بالكرة المستديرة و من لم يشجع الماتادور في حياته أحدث صوتا خاصا عند دخول الكرة للمرمى و إحراز هدف الحلم .. والساعه حينها قد قاربت الثانية عشر !!



ابتسمت .. ابتسمت في حين كان البعض .. ( يصرخ ) ..


(يضحك ) ..


و .. (يبكي ) ..



فأصبَحَت بذلك حكاية من طراز أسباني .. اتحدت فيها ممالكها من جديد .. و انتقل مؤلف الحكاية .. مخرجها .. و منتجها إلى أرض الأندلس ليتحلى بعلم أسبانيا لأربع سنوات متتابعة ..
أما أبطالها .. فقد أمتعتمونا .. أسعدتمونا .. أبكيتمونا .. وأضحكتمونا .. فشكرا لكم ..
شكرا لكم .. فقد كنتم بالأمس أبطال أوروبا .. و صرتم اليوم .. أبطال العالم .. !

=)

الاثنين، 5 يوليو 2010

Toy Story .. و جنون الطفولة ..


كنتُ أعيش دور البطولة في كل فيلم أشاهده من إنتاج "ديزني" ..
إلى الآن أذكر طريقة تفكيري الطفولي و كيف أني كنتُ أخلق عوالمي الخاصة بمساعدة أفلام الكارتون.. كم أحب طفولتي !

كنت في بعض الأحيان أتشارك أفكاري و طبيعة عوالمي الخيالية مع بعض الأطفال في الروضة.. فألحظ التشويق لسماع نهاية الحكاية في أعينهم.. كانت تعبيرات وجوههم مضحكة و تعبيراتي أكثر فكاهة عندما "أشد حيلي" في سرد أحداث اختلقتها لتوي ..
أما بالنسبة لمغامراتي .. فكانت عادة تبدأ في أوقات الليل قبل الخلود إلى النوم .. و بعد انتظار أمي للخروج من غرفتي .. حينها فقط يبدأ خيالي بالنمو شيئا فشيئا فأدخل في دنيا أشبه بدنيا العجائب الخاص بـ "أليس" .. ولكنها دنياي أنا في ذاك الوقت .. ملكي وحدي ..

كلما تذكرت تلك الأوقات ابتسمت فضحكت .. والجميل في الموضوع أن لا أحد .. قطعا لا أحد يعرف بماذا كنت أفعل .. أتخيل .. او مع من كنت أتكلم !! .. هو ذاك .. " الجنون الطفولي " ..!

نرجع إلى أفلام ديزني و نبدأ بالبيضاء ذات الشعر الأسود .. " Snow White " .. تلك الفتاة التي لطالما كنت أقارنها مع الجميلات اللواتي أراهن في حياتي و أتسائل لِمَ هي فقط أجمل من في الكون ؟! و هل يا ترى أنها إن قُتِلت فعلا ستتحول تلك القبيحه إلى ملكة جمال العالم ؟! كانت تُرعبني تلك الشريرة حينما تتحول لعجوز شمطاء تقوم بتوزيع التفاح الأحمر ..!
و كنت أحب بيضاء الثلج تلك و أحب تعاملها مع أقزامها .. و أحب ذاك القزم الذي لا يبتسم والذي يغضب لأتفه الأسباب ..
هو طيب ذو قلب رؤوف ... لكنه لم يعرف كيف يسيّر حياته بالطريق الصحيح ..


"Aladdin" .. كان بمثابة "فيلم الرعب" بالنسبة لي !
كان يخيفني بل يرعبني وحش الكهف الذي يدخله علاء الدين للحصول على المصباح السحري .. كان على شكل نمر ضخم .. و يتكلم !!
مازلت أذكر يداي الصغيرتان و كيف أنهما تحاولان تخبئة عينَيْ لكي لا أنظر لذاك المشهد المخيف .. و كيف أن عيناي تخالف أمري و تصر على استراق النظر من بين فتحات أصابعي ..!
و Jaffar الشرير .. الشخصية التي أبغضها حقا و أخاف منها أيضا .. إلى درجة أنني بكيت عندما رأيت ذاك الرجل الذي يلبس بزة شخصيته في Disney Land بفرنسا و رأيت أختاي و هما تذهبان له لتسلمان عليه و تأخذان توقيعه .. بينما كنت أنا أتشبث بملابس أمي بقوة إلى أن ذهب و ابتعد عن ناظري .. و عاد أختاي بسلام !


"The little Mermaid" .. أحبها أحبها .. و مازلت أحب تلك الشخصية الخرافية .. أحببت كل الشخصيات الموجوده في ذاك الفيلم .. أعيده و أراه ألف مرة ولا أمل منه أبدا .. ! كان يعجبني شعرها الأحمر و كنت أتساءل هل هنالك فتاة بشعر أحمر جميل كهذا في الحقيقة ؟! ..
أذهب للبحر و أتخيل عالم الحوريات بداخله ..
أذهب لأسبح في حمامات السباحة .. فأناظر قدمَيْ .. و أتخيل أنهما عبارة عن ذيل حورية جميل وردي اللون ..!
مازلت أعشق عالم المياه ذاك .. و مازلت أغوص في أحواض السباحة و أحبس أنفاسي لدقائق و أعيش مع نفسي تحت الماء مع تلك الدقائق !! أتمنى لو أن باستطاعتنا فعلا التنفس تحت الماء و من دون معدات الغوص المزعجة تلك !..


"Toy Story " .. و هو سبب كتابتي لهذا الموضوع ..
لم أكن طفلة صغيرة جدا عند أول عرض لهذا الفيلم .. لكنني كنت صغيرة السن و مازلت ألعب بالدمى ..
كنت أغلق المصابيح .. أخرج من غرفتي .. أسحب الباب إلى المنتصف .. أُخفي نفسي وراء النصف المغلق من مستطيل المدخل .. و أسترق النظر إلى ألعابي ..
أنتظر و أنتظر على أمل أن تدب الحياة فيهم فجأة ليقوموا و يتحدثوا لبعضهم .. لكن كل محاولاتي لإيقاظهم من سباتهم البلاستيكي باءت بالفشل ..
و مع ذلك كنت حين اللعب بهم أحدثهم و كأنهم يسمعونني و يفهمون قولي .. كان تأثير ذاك الفيلم قوي فعلا فزاد من جنوني الطفولي .. !

بالأمس حضرت عرض الجزء الثالث له و كنتُ أستذكر كل تلك الأحداث التي سردتها و أكثر في قاعة السينما و أنا أشاهد الفيلم ..
كان ممتعا .. مشوقا .. حزينا ربما و بنهاية سعيدة ..
أنهاه كاتب الفيلم بطريقة جميلة فأمتعنا بذلك و أسعدنا ..

***
*
عدتُ للمنزل فمررت على ألعابي القديمة .. ابتسمت لها .. فأحسست بروح الطفولة الباقية بداخلي .. لها عطرها .. بريقها .. تصرفاتها و جنونها .. ما أجمل تلك المرحلة و ما أجمل براءتها ..
ابتسمت لها و كأنها تراني حقا .. ابتسمت لها فتركتها مع كل تلك الذكريات الجميلة و عدت بذلك إلى انشغالي بما أنشغل به في واقع الحياة الحقيقي ...